السلام عليكم. بالصدفة كنت اتصفح النت وكنت محتاجة لمن يرشدني الى الطريق الصواب بعد الله سبجانه
وتعالى, قصتي كالاتي:تقدم لخطبتي شاب درس معي بالثانوية مرت تقريبا 8 سنوات ولم اره
الان انا موظفة وبالمغرب وهو يشتغل باسبانيا لكن الاشكال ان اهلي لم يوافقوا على هذا الوضع اي ان نعيش متفرقين لن نستطيع رؤية بعضنا البعض الا مرتين في السنة.
أهلي قالوا لي بان هذا ليس زواج حتى ولو كنا نحب بعض وهو شاب ذو اخلاق ويحبني لدرجة لا تتصور.في الاول كنت مقتنعة به ولكن الان وبعد ان فكرت حسيت ان ممكن اندم من بعد الزواج او يمكن طاقتي للصبر تنتهي
واليوم فقط كلمته وقلت له انه لا يمكننى الزواج به ولكني احس بحزن فضيع لانني انا التي شجعته على خطبتي.
ولا اعرف هل انا على صواب بفسخي لخطبتي معه ام انا خاطئة المرجو اجابتي لانني اعيش الان فترة عصيبة لأنني لا اعرف الصواب من الخطأ, وشكرا جزيلا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله.. والصلاة والسلام على رسول الله.. وبعد ,,
أخيتي الحبيبة.. (حسنا)..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
وأهلًا وسهلًا بكِ في موقع (المستشار).. شاكرين ثقتكِ بالموقع وبنا.. سائلين الله - عز وجل - أن يوفقنا وإياكم لما فيه الخير والسداد.
عزيزتي..
1- لقد وضح الرسول - صلى الله عليه وسلم - الأساسان اللذان ينبغي أن ينتبه له كل من فكر بالزواج: [إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ..الحديث] الدين أولًا ثم الأخلاق..
لا ينفع أن يوجد أحدهما دون الآخر؛ لأنه سيشكل عقبة في طريق الحياة الزوجية.
ثم إذا كان المتقدم في دولة أخرى فعلى الفتاة أن تطرح على نفسها تساؤلات عدة وتقف أمامها كوقوفها أمام المرآة لتجيب على نفسها بكل صدق وواقعية.. فإجابتها ستحدد شكل حياتها الزوجية مستقبلًا.
أ. هل هناك إمكانية أن أستقر مع المتقدم للزواج في بلده الذي يعمل فيه؟ وهل لدي القدرة على مفارقة أهلي وبلدي والعيش في بلد لها ثقافتها الخاصة والصبر على ما يترتب على ذلك؟.
ب. هل هناك إمكانية أن يستقر المتقدم للزواج في بلدي ويترك عمله هناك ليبحث من جديد على عمل هنا؟ دون أن يؤنبني مستقبلًا على قلة المادة أو على تضحيته بمستقبله المهني من أجلي؟.
عندما تجيبي على تلك التساؤلات سيتضح لكِ الخيار الأصوب بعد الاستخارة والتوكل على الله.
2- ثم إنه وبعد أن اتصلتي به ورفضتي الزواج منه فلقد انتهى الأمر ,و اعتبريها صفحة انطوت من حياتكِ.. توقفي عن التفكير فيها ,واطلبي من الله أن يعوضكِ بالخير فلا يعلم الإنسان أين الخيرة.
3- تقربي إلى الله بكثرة الأعمال الصالحة من صلاة على وقتها بخشوع , ودعاء , وصدقة , واستغفار. فهي سعادة للقلب , وانشراح للصدر.. واحذري الذنوب فإنها وبالٌ على صاحبها.
4- احرصي حفظكِ الرحمن من النت فهو سلاح ذو حدين.. وعلى العاقل الحصيف أن يأخذ منه ما يفيده ويبتعد عن مواضع الشبهة في المواقع المختلطة..
وأما ما يفيد الإنسان ويعمق الاستقامة بداخله فهناك المواقع التي لا غبار عليها في الصحة والوضوح كموقع العلامة الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين - رحمهما الله وجمعنا بهم في جنته -
ثم احرصي على المواقع التي يمكن أن تبوحي فيها بما عندكِ لتجدي الرأي السديد دون أن يتعرض لكِ أحد بالأذى كموقع (المستشار,وموقع بوح بنات)ز
ستجدي فيهما الخير والفائدة والصحبة الطيبة - بإذن الله - وحاولي جهدكِ أن تملئي وقت فراغكِ بما ينفعكِ ويسر قلبكِ في الدنيا والآخرة.
أخيرًا::
راسلينا كلما احتجتِ.. فنحن هنا من أجلكِ.
ختامًا::
أسأل الله بمنه وكرمه أن يشرح صدركِ ويزيل همكِ وحزنكِ ويملأ قلبكِ بالفرح والحبور والسعادة والرضا ويرزقكِ بالزوج الصالح التقي النقي الذي تقر به عينكِ.. آمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.. دمتِ بود..
الكاتب: أ. سارة فريج السبيعي
المصدر: موقع المستشار